تجد المخرج .... صاحب الأفلام المثيرة والمشاهد الجنسية الفاضحة يجلس على المقعد أمام المذيعة يدافع عن فكرته بكل برود وأحياناً يغضب من الرأي المعارض ويرد بقسوة مدافعاً عن ما يحمله في طيات نفسه وما يقدمه من باطل.
تجد الراقصة ..... تدافع عن ما تسميه فناً وتقول هي حرية شخصية ومن يريد أن يعارضني فلا يشاهدني.
هذا على مستوى الفن الهابط.
ولو نظرنا للباطل وأهله لوجدنا من دعاة الفساد والشر الكثير والكثير من أعضاء البرلمان والوزراء وغيرهم على كافة المستويات يدافعون عن باطلهم ويدرسون كيفية الرد ويملكون أدوات الحوار " الجدال" ويعرفون عن الحق أكثر ما يعرف أصحاب الحق عنه ويتعمقون في رؤية الآخر وكيفية تفكيره وهفواته ونقاط ضعفه وقوته وما يؤخذ عليه وتاريخ حياته المهنية والشخصية حتى يملكون الصوت والرأي والكلمة.
تجد منهم منهجه الرد البارد وهناك الغاضب من تنتفخ عروقه ويحمر وجهه ويعلو صوته مدافعا عن باطله وتتنوع الأساليب والوسائل.
أما أصحاب الحق ..
فقوى الحق خائرة متهرئة يحملها كثيرون لكن غالبيتهم غثاء منهم من يخطو باجتهاد حتى النهاية ويحمل قضيته في صدره ويحسن النية لله تعالى ويواصل ويجاهد لفكرته وقضيته ومنهم من يقع في أول الطريق أو في نصفه و منهم من يلقي بقضيته بعد خطوة أو خطوتين أو تصيبه سهام الملل أو الشيطان أو سهام الآخر من جهة الباطل.
..
نعلم أن الحق واجب وسيدمغ الباطل حاضراً أو مستقبلاً وأن الباطل لزوال لا محالة .. وأن طريق الحق واضح الملامح وجزائه عظيم وأدواته منها الصعب ومنها الهين البسيط .
لكن أهل الحق أين هم أين قوتهم أين وحدتهم أين الهمة ووضوح الهدف والرؤية والمضمون والثبات والصبر حتى النهاية .؟
لماذا قوى الحق لا تكمل المشوار؟
لماذا نتراجع بعد خطوات؟
لماذا الهمة ضعيفة والفكرة مترنحة؟
هل قوى الشر والباطل في هذا الزمان أقوى أم أصحاب الحق في مصالح الدنيا يمرحون؟
هل هو البلاء في معركة الحق والباطل أم الثبات أم ماذا ؟
,,
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.