بعد التنوع الكبير الذي تشهده دولنا العربية في
اهتمامات الشباب وهواياتهم، يظهر مدى الانحدار
الذي وصل
إليه الشباب في مجمل الأمر وتأثيره على مستقبلهم وبالتالي على مستقبل المجتمع ككل.
من شأن هذا
الخلل في تصرفات الشباب أن يؤثر على طريقة تفكيرهم
بحياتهم في
الوقت الحاضر وفي المستقبل، الأمر الذي خلق تأثيراً ملموساً
على مدى
تحملهم المسؤولية وبالتالي سيُصبح عائقاً أمام الجتمع أن يكون "مجتمعاً" بمعنى الكلمة.
قام فريق
موقع حسناء بعمل استطلاع للرأي شمل عدداً من الشباب والشابات
ممن تتراوح
أعمارهم بين 20 – 30 حيث كانت نتائج الاستطلاع مشابهة لما كُتب أعلاه.
عندما قمنا
بالسؤال عما إذا هناك ثقة في شباب هذه الأيام فوجئنا بنقض
هذه الثقة
من 90% من المستطلعين في حين أجاب 10% منهم بـ "نعم لدينا ثقة بهم"، وذلك في الحين الذي أجمع جميع الذين سُئلوا على أن
هناك انحداراً في مستوى تفكير أغلبية
الشباب في الوطن العربي حيث كانت نسبة المصوّتين 100%.
في الوقت
الذي تشهد فيه البلاد العربية تدهوراً في تفكير شبابها
وخللاً في
اهتماماتهم وانحرافاً في سلوك الكثير منهم، تتضارب الأفكار في أذهاننا عندما نفكر في المستقبل، فقنا بسؤال المستفتين عمّا
إذا كانوا يعتقدون أن الشباب مؤهلون ليكونوا
صُنّاع قرار، فلم تخذلنا النتيجة حيث
أجاب 90%
منهم بالنفي، في حين لم تغب شمس التفاؤل عن 10% من المستفتين
الذين
يعتقدون أن الشباب مؤهلون ليكونوا صناع قرار المستقبل.
وشملت
الدراسة التي أعدها فريق موقع حسناء التغيرات التي طرأت على
مستوى تفكير
الشباب خلال العشر سنين التي مضت والتي حدثت خلالها الطفرة
التكنولوجية
الهائلة والتطور الكبير في جميع مجالات الحياة خصوصاً
الاتصالات
وما إلى ذلك، فسألنا السؤال التالي: "هل حدث باعتقادك تغييراً في طريقة تفكير الشباب للأسوأ خلال العشر سنوات التي
مضت؟"، فكانت النتيجة موازية لتوقعاتنا حيث
أجاب 90% منهم بـ "نعم" في حين لم يرَ 10% منهم أن
أي تغييرٍ
حدث خلال هذا الفترة.
بحسب علم
الاجتماع فإن للأهل دور كبير في تربية أبنائهم ليصبحوا
شباباً
صالحين ورجالاً يُعتمد عليهم، ولكن النظريات قد تتغير والفرضيات قد تُلغى، فنحن نشهد هذه الأيام تمرُّداً واضحاً من الأبناء على
أهاليهم فيما يتعلق بخصوصيات الأبناء
وعلاقاتهم بأصدقائهم، فانا أرى شخصياً أن دورَ
الأهل أصبح
ضعيفاً جداً هذه الأيام في توعية أبنائهم والتحكم في تصرفاتهم.
وبهذا الصدد
وضعنا "الأهل" في قفص الاتهام وقمنا بسؤال المستفتين عما إذا كان على الأهل اللوم الأكبر في هذا الخلل الذي أصاب شباب
هذه الأيام، فوضع 80% من المستفتين
اللوم على الأهل فيما قام 20% منهم بتبرئة الأهل من
هذه التهمة.
رأينا من
الاستطلاع السابق (بشكل عام) أن الثقة بالشباب ليست فقط
مهزوزة إنما
اقتربت من الانعدام، بالرغم من أن 50% من المستفتين هم شبابٌ
أيضاً، ولكن
الحقُّ يُقال ولو كان جارحاً.
نضع بين
أيديكم نتائج استطلاعنا ودراستنا التي لم تنتهِ بعد، فلكل شخص رأيه الخاص، وهنا نفتح المجال أمام قرائنا الأعزاء لإبداء
آرائهم لنناقشها، علنا نجد حلاًّ لهذه
الظاهر